و اعتذر مسبقا على طريقتي في الكتابة فلم استطع أن أتجاهل لمحة السخرية و الألم في آن واحد
بداية أخرى : ..
ما أجمل أن نعود إلى الوراء بالزمن حيث كان لكل شئ حلاوته
حتى خطبة الإمام على قبر أحدهم
من منا ما زال حتى الآن يستمتع بتلك الخطبة المقرؤة من الورقة التي يلوكها الخطباء هذه الأيام على المنابر ...أنا عن نفسي لم أعد اكترث لها أصلا ربما لا يشاركني العديدين منك هذا الرأي ...و لكن صبرا فبإمكانكم نعتي بأقذع الصفات فيما بعد
فهذه الورقة التي احتلت يد الخطيب خطرها أكبر من تلك التي وقع عليها ثيودور هيرتزل نفسه في النمساعام 1897
تتسائلون لماذا ..؟؟؟
أولا : لدي سؤال ... ورقة مهمة تقرأ منها في يدك .. ماذا تفعل ؟؟ لابد و أن ينشغل جزء من تفكيرك " و هذا طبعا إن لم يكن كله " ألا تقع تلك الورقة منك " تخيل نفسك و الورقة أو الورقات - و هذا أدهى - تقع منك و أنت على المنبر ؟ ماذا ستفعل ؟؟؟ - يا إلهي ...يالسخرية !!!!- أرجوك يا إلهي لا تضعني في هذا الموقف
الورقة أيضا احتلت يدا كانت يوما ما فارغة تمتد أمامنا بالإشارات و التعابير و الحركات .. و أرجوك لا تقل أنك تكره أن يحرك المتكلم يديه أثناء الكلام ..فأنا معك إذا كنا كما يقال نجلس معا على المصطبة .. و لكن تخيل أن قائدا في بداية المعركة وقف خطيبا في جنوده و هو يقرأ من ورقة و لم يرفع يده حتى بالسيف ليقول هجوووووووووووم .....؟؟؟؟؟!!!!يالسخرية ...!!!!!!!!!!!
و كم تكون الزيادة من هذا النوع من الاستمتاع لو أن اليد الثانية التي تجاهد للقيام بعملها و عمل أختها في ذات الوقت ملزمة أن تحافظ على توازن الخطيب لو كان شيخا كبيرا .. يستند إلى عصاه !!!
ثم .... فلنعد مرة أخرى إلى الورقة فلنقل أننا سنتنازل عن حركات اليدين نعود و بكل بساطة إذا إلى الوجه و لكن عدنا و العود بخفي حنين و ليس أحمد كما يقولون فالعينان مشغولتان بالنظر إلى الورقة و التركيز في أي سطر كانت تقرآن .. عجبا
من هنا لم يعد أمامنا إذن إلا لغة الجسد ... و مهما كانت هذه الحركات .. فلا اعتقد أنه سوف توصل شيئا ذا فائدة بعد كل هذا ... إلا طبعا لو كان الخطيب من النوع الذي يهوى الـ "break dance " و في مهارة أجدع الراقصين
و الأدهى أنه بدأ من خطيب الحرم المكي الشريف مرورا بشيوخ الأزهر إلى مفتي لبنان و خطباء الإمارات و إلى المغرب يحملون هذه الورقة ...و أنا اعتقد أن العرب حتى الآن لا يستطيعون أن يتفقوا على شئ حتى على إجبار الأئمة أن يخطبوا من تلك الورقة ...و طبعا سأترك لخيالكم العنان في تصور من أعطى هذا الأمر
بالعودة إلى العنوان ...
فاكس لكل مواطن
فبعد تقليعة الخطبة من الورقة و الآذان الموحد يسرني أن اتقدم إلى السادة وزراء الأوقاف في الدول العربية و الإسلامية بهذا الاقتراح البسيط :
أيها السادة اقترح أن يتم اعتماد برنامج يحصل بموجبه كل مواطن مسلم على فاكس فس بيته يقتصر استخدامه على يوم الجمعة ..بحيث تصل عن طريقه الخطبة لكل مواطن في بيته يقرأها ثم يتجه إلى المسجد يصلي ركعتي الجمعة و على رأي المثل تنفض القصة - يجب التنبيه على كل مواطن أن أي استخدام للفاكس في غير الخطبة سيتم المحاسبة عليه بالتعريفة المتفق عليها.... أهو برضه مصدر دخل للدولة تزيد بيها الفلوس في خزانتها شوية ههههههههه -
و لعل و عسى بعد فترة تلغى صلاة الجمعة في المسجد و نصليها خلف الإمام في البيت ... أمام التلفزيون ...
و عمار يا عرب و يا مسلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق