اذكر اني اول مرة دعوت الله فيها في صلاة عن وعي كامل بما اطلب كانت في المرحلة الثانوية
و بالتحديد في الصف الثالث الثانوي , كنت مشاغبا الى حد ما و لكني لم اكن ابدا متسلطا او قليل الادب
لم تكن الدراسة بحد ذاها تهمني بقدر ما كان يهمني ما استوعبهمنها او افهمه
كنت استمتع جدا جدا بدروس المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية
التاريخ و الجغرافيا و العلوم في المرحلة الاعدادية , و اشكر الله اني تربيت في التعليم الاماراتي
و افي ثلاث من افضل مدارس العاصمة ابوظبي وقتها
و لكن كانت التربية الاسلامية دوما مادة احقق فيها درجات جيدة جدا الا انني كثيرا ما كنت اناقش المدرسين و لربما نعتني احدهم ذات مرة بالمتمرد ... و لن انسى مدرسي الاستاذ عبدالخالق الذي اقسم اغلظ الايمان ان التربية الاسلامية ستكون سبب سقوطي في الثانوية العامة لافكاري و تناحري الدائم معه , كان والدي احيانا يوصلني الى المدرسة اذا فاتني الباص صباحا و كثيرا ما لفت نظرا حبه لحديث الشيخ الشعرواي وقتها ... كنت استمع اليه و لكن كانت لي استفسارات كثيرة وقتها لم اجد من يجيب عليها
المهم ... كنت اصلي و كان والدي يتابعنا بالتعليم و التذكير و احيانا " بالزعيق " عندما نقصر في الصلاة , كنت احب قعلا حفظ القران لكنه كان صعبا , كان يدفعني الى التفكير في اشياء كنت اعرف اني لن اجد اجاباتها في من حولي ... فبطئت وتيرة حفظي بشكل تدريجي , كما قلت دعوت الله على ما اتذكر باول دعوة بوعي في الثانوية , كنت اطلب منه في كل ركعة ان يوفقني و ان يجعلني سبب سعادة لابي و امي , " سبحان ربي الاعلى , سبجان ربي الاعلى , سبحان ربي الاعلى , يا رب وفقني و يسرلي الخير يا رب " , كان تقريبا هذا دعاء السجود في كل ركعة من فرض او سنة او نفل وقتها , و قبل التسليم " اللهم اغقر لنا و لوالدينا و لمن له حق علينا , اللهم قنا عذاب النار و قنا فتنة المسيخ الدجال , اللهم انا نسالك العفو و العافية في الدين و الدنيا و الاخرة " و يتبعها السلام و توالت السنين بعدها و كنت كلما احتجت اضفت الى دعائي طلبا جديدا , حتى انني اليوم راوجني شعور غريب ... احسست بان صلواتي السايقة كانت بمثابة حصان ارسله الى الله - عز و جل - و كنت اتعمد تحيله بكل ما استطعت من دعوات و رغبات , احسست لدقائق انني لم اكن اصلي لاصلي و انما كنت اصلي لاستكمل " حمل الدعوات اليومي " يا رب يسرلي كذا , يا رب عاوز كذا , و اكثر من هذا لربما لم تقتصر دعواتي على شخصي فقط كانت احيانا يتخللها دعوة لحبيب او قريب اهمني حاله او كنت اتوقع ان دعوتي له بدون معرفته كرم من الله اثاب و يثاب هوا ايضا معي عليه .
و لكن اليوم احسست ان علاقتي بالله لم تكن محبة كما كنت استشعر حينها , كان مصلحة , لم تكن رغبتي في الصلاة للقرب من الله بقدر ما كانت للطلب منه , لاستعطافه و رجائه , هو العاطي و هو الرزاق , و لكن حاشاه الا نحبه حبا خالصا له وحده , ماحاجته لحبنا , و كم احوجنا للاخلاص في حبه , صليت اليوم , صليت كما لم اصل منذ زمن , كبرت و قرات الفاتحة و قصيرة من السور , و ركعت و سجدت و لم ازد عن الصلاة و اركانها ... لم ادعو لا في ركوع و لا سجود , و و الله لم يكن تكبرا , ولكني تمنيت على الله ان اخلص هذه الركعات لوجهه فقط ... كنت و قبل الصلاة يلح علي طلب من الله و لكني استحيت منه ... استحيت اني مقصر في حق الله عندي و اقف بين يديه لاطلب منه , اردت لرسالتي الى الله ان تصعد اليه لا يثقلها من متاع الدنيا شئ , اردتها نقية صافية له وحده , اردت لو رزقت نقاء القلب الا اخاف من قدره مهما كان , الا اجزع , ان اطلب منه في غير صلاتي , ان اركع له , لاني اركع له فقط انا عبدك الضعيف الذليل الكسير اليك ... الخاطئ العاصي .
لن اكذب ... بقدر ما كانت صلاتي خفيفة على قلبي , بقدر ما كنت خائفا ان ترد كالتي قبلها .
بيني و بين قرب الله طريق طويل ... و لكنها قال من " اتاني ... اتيته "