اذكر أنني و حتى الصف الثالث الإبتدائي - أي حتى سن الثامنة تقريبا - لم افرق بين الاعمام و الاخوال ربما نظرا لاني قضيت بداية طفولتي في الريف الى جانب جدي - رحمه الله - كما أنني كنت أنادي خالاتي و عماتي بمسمى واحد و هو " طنط " ثم و في عام 1993 في شهر يوليو على ما اذكر انتقلنا أمي و انا و اخواي الصغيرين و الاخير كان مازال في عمر العامين فقط حينها الى الامارات لنقيم مع ابي كان مطار الشارقة هو اول مطار اسافر اليه في حياتي ما زالت اذكر حتى اليوم تلك السيارة الستيشن الخاصة بعمي الكبير و كيف اننا كنا نحب كثيرا الجلوس في حقيبة السيارة حتى اننا في بعض الاحيان كنا - نتخانق مع بعض نحن و اولاد عمي من سيجلس هناك - و كانت من نوع مازادا 929 و كيف اننا اول بيت لنا هناك كان بيت عمي حيث اقمنا معه فنرة من الزمن حتى تمكن ابي من الحصول على شقة خاصة بنا اذكر كيف تعلمت الصلاة في بيته و اذكر كيف تعلمت المذاكرة لاول مرة لوحدي ايضا المناوشات التي كانت بيني و بين ابناء عمي و خاصة الكبيران و كيف انهيت ذلك العام كالسابع على الفصل و كيف غضب ابي يومها جدا لانني لم اكن حتى من الثلاث الاوائل على الفصل و كيف اننا كنا نجتمع في بيته يوم الخميس الاول من بداية كل عام دراسي لنقوم بتجليد كتب المدرسة بالجلاد الشفاف و شراء الكراسات الجديدة و كيف استمر هذا التقليد رغم انتفالنا الى شقتنا الجديدة كيف كنا نسهر عندهم حنى ما قبل الفجر كيف يكون العشاء - سندوتشات الفلافل و الفول و البطاطس المحمرة و التونةو لازم طبعا المخلل و الطماطم و الخيار - كيف كنا نرتجف عندما يتعثب من شئ ما و كيف كنا نساعده في اعماله الخاصة بالطباعة و غيرها اذكر كيف كان كلما رآنا يتكلم عن المفروض و الصح و الخطأ و ماذا يجب ان نفعل و كيف نفعله و ما الى ذلك ... و لكن لطالما كان ما بيني و بينه ذلك الحاجز الخفي ... حاجز سميك لا ادري كيف و لا متى ظهر و لكنه كان هناك كان دائما لا ادري سببه و لكنه كان موجودا دائما في تعاملاتنا المتبادلة و رغم ذلك كنت ما ان اخرج من البيت حتى انسى كل هذا و عندما اعود الى بيته مرة اخرى اتعامل و كان شئ لم يكن لاني اكون حينها فعلا قد نسيت ما حدث - او فلنقل قد تناسيته -و لكن تظل طريقة المعاملة كما هي ... لطالما ظننت انه يعاملني بهذه الطريقة لانني الكبير و لانني ساتحمل مسؤولية كبيرة في المستقبل ... اذكر كيف كنا نخرج الى احدى الحدائق العامة في ابوظبي - اعتقد انها كانت حديقة ادنوك - و كيف كنا نقوم بالشواء و نظل نلعب طوال اليوم كيف كان يتولى هو عملية الشواء كاملة تقريبا و طعم السلطة الخاصة بهذه المناسبة و التي لابد من اضافة بعض من اعواد النعناع الاخضر اليها ليضفي اليها ذلك المذاق الذي ارتبط فيما بعد في ذاكرتي باللحم المشوي على الفحم اذكر هدايه في المناسبات المدرسية المهمة كالنجاح في الشهادة الاعدادية و الثانوية العامة اذكر كم كانت فرحتي في عام 1995 لاني ابن عمي الاكبر قد انهى دراسته الثانوية و كم كانت فرحة ابي يومها بهذا الخبر و كيف القى بعلبة كبيرة من الشوكولا في الهواء على مدخل الشقة و كم كانت فرحتنا جميعا بهذا الخبر
ثم بعد ذلك باعوام انتقل الحاجز من مجرد خيال الى واقع حاجز كبير جدا لا يمكن تحطيمه باي وسيلة و استمر يكبر و يكبر كلما التقينا رغم انني عدت الى مصر لاتمام دراستي الجامعية و كانت لقائتنا مشحونة دائما و اذا لم يكن هناك سبب قديم فدائما ما كان هناك سبب جديد نجده خلال دقائق من جلوسنا معا في نفس المكان ثم ادركت بعدها انه لامجال لهدم هذا الجدار ابدا ففضلت الابتعاد و لكنه مازال حتى اليوم لا يستطيع تقبل وجودنا معا لطالما فكرت انه غالبا يحبني جدا و لكن هو من ذلك النوع الذي لا يظهر حبه الا بهذه الطريقة ثم بعدها عرفت بمرضه ... و كثيرا ما اصابني الحزن كلما نذكرت مرضه و لكن و حتى اخر لقاء بيننا منذ يومين لم يعطني فرصة و لو صغيرة للتقرب منه حتى و ان كانت محاولة كاذبة و لكنها كانت محاولة تستحق فرصة التقدم و لكنه حطمها بكل قسوة و عنف و كانه يقول " لا تحاول ابدا ابدا .."
ربما بعد حادثة الامس خاصة لن اهتم كثيرا باصلاح علاقتي بعمي لاني اوشك على اليقين انها انتهت الى غير رجعة ربما تستمر مجرد علاقة قرابة لا اكثر و لا اقل و لكن ستنتهي عند هذا الحد و لكن في قرارة نفسي كثيرا ما كنت اعتبره من القلائل المفضلين لدي هو و ابناؤه و الذين قل عددهم امس واحدا
ثم بعد ذلك باعوام انتقل الحاجز من مجرد خيال الى واقع حاجز كبير جدا لا يمكن تحطيمه باي وسيلة و استمر يكبر و يكبر كلما التقينا رغم انني عدت الى مصر لاتمام دراستي الجامعية و كانت لقائتنا مشحونة دائما و اذا لم يكن هناك سبب قديم فدائما ما كان هناك سبب جديد نجده خلال دقائق من جلوسنا معا في نفس المكان ثم ادركت بعدها انه لامجال لهدم هذا الجدار ابدا ففضلت الابتعاد و لكنه مازال حتى اليوم لا يستطيع تقبل وجودنا معا لطالما فكرت انه غالبا يحبني جدا و لكن هو من ذلك النوع الذي لا يظهر حبه الا بهذه الطريقة ثم بعدها عرفت بمرضه ... و كثيرا ما اصابني الحزن كلما نذكرت مرضه و لكن و حتى اخر لقاء بيننا منذ يومين لم يعطني فرصة و لو صغيرة للتقرب منه حتى و ان كانت محاولة كاذبة و لكنها كانت محاولة تستحق فرصة التقدم و لكنه حطمها بكل قسوة و عنف و كانه يقول " لا تحاول ابدا ابدا .."
ربما بعد حادثة الامس خاصة لن اهتم كثيرا باصلاح علاقتي بعمي لاني اوشك على اليقين انها انتهت الى غير رجعة ربما تستمر مجرد علاقة قرابة لا اكثر و لا اقل و لكن ستنتهي عند هذا الحد و لكن في قرارة نفسي كثيرا ما كنت اعتبره من القلائل المفضلين لدي هو و ابناؤه و الذين قل عددهم امس واحدا
هناك تعليقان (2):
بعض علاقاتنا زئبقية الملامح تتداخل فيها عوامل معروفة و غير معروفة فتعطيها اللا شكل واللا تعريف
قد لا تؤثر فيها السنوات فتظل العلاقة بلا تحديد، وأحيانا نتغير فتتغير معنا علاقاتنا فنبدأ باستلطاف ومحبة أناس كنا نكرههم في السابق أو العكس
وأعتقد أن علاقتك بعمك إحدى هذه العلاقات المعقدة، وإن كنت أرى أننا أحيانا ندعي عدم معرفة السبب ولكن بوقفة عميقة وجادة جدا مع النفس يمكن أن نضع أصبعنا على السبب
تحياتي القلبية كالعادة
black cairo rose
اهلا بكي غاليتي :
لا استطيع انا اقول انني اكره عمي لان هذا غير صحيح بالمرة و لكنها كما قلتي علاقة زئبقية و متحورة جدا و لكن ما اشعر به دائما ما يسبب لي الكثير من المشاكل معه
حالة من تناقض المشاعر و الاتجاهات بيني و بينه
كثيرا ما حاولت تفهم موقفه حتى انني خلال الايام الماضية و نظرا لظروف الوفاة في العائلة فقد دخلت في جدال مع جدتي عن موقفي من عمي و لكن وصلت فيه ايضا الى ذلك الطريق المسدود الذي لافائدة من دخوله ابدا
عزيزتي تحياتي الدائمة
إرسال تعليق