الثلاثاء، 14 مارس 2023

بكاء القطة

كان عائدا يومها من عمله 

لطالما كان يعرف عنها انه متحجر القلب

رغم ما يبديه دوما من ود و بشاشة في تعامله 

و لكن لو ذهبت لتسال عنه لقالوا ان له قلب اقسى من جليد سيبيريا

انهى عمله ذلك اليوم كعادته ترجل حتى موقف سيارته التي  طالما اوقفها بعيدا كنوع من العقاب لانه هجر الرياضة منذ امد بعيد 

كان الجميع قد اوى الى منزله هربا من الرياح و الغبار في هذا الوقت من العام 

و اذ فجاة توقفه قطة بمواء بسيط كانها تحشذ منه 

مد يده الى حقيبته و اخرج قطعة لحم كان يحملها كغداء لكنه لم يتذكر ان بتناوله 

وضع القطعة امامها و بدا يفتتها باصابعه 

و بلا شعور اخذ يمسح على القطة 

و دأب عائدا كعادته الى بيته 

تكرر لقائهما مرات نادرة و كان قد اختصها بعلبة من طعام 

القطط في حقيبته دوما ف انتظارها  

الرابع عشر فبراير منتصف الشتاء 

كان عائدا كعادته و لكنه لمح قطته من بعيد توجه اليها في توئدة كعادته 

كان يمني نفسه بان يطعمها و يضع لها بعض الماء و تتمسح به كعادتها 

و عندما وصلها لم يرى شيئا 

لما تكن موجودة مجرد ظلال خيل له معها انها هي 

اخذ ينظر من حوله لربما تحركت او اخافها شيء 

لم يقع نظره عليها اخذ ينادي عليها يتجول بنظره يتحرك جيىة و ذهاب لعلها تظهر 

ثم ارهقه التعب فجلس و دونما يدري كانت دموعه تنهمر كان يبكي و لكنه لا يبكي 

لم يشعر بدموعه و هي تسيل على خديه تغرق وحهه و قميصه 

كان قلبه باردا كالثلج و عينيه كقطعتي جمر متقديتين 

كان يكذب نفسه انه يبكي 

و لماذا لاجل قطة حمقاء صغيرة 

و فجاة بدأت الدنيا تمطر 

و لكنه في نفسه يعلم ان السماء لا تمطر لمثله 

مثله ارض جرداء قلب متحجر ربما بللته الامطار يوما 

لكنه لا ينت الزرع

السماء لم تمطر لاجلك 

السماء لا تمطر لمن مثلك 

اكمل طريقه شامخا بعينين واسعتين 

و كان يقول لنفسه انا لا ابكي 

ليست هناك تعليقات: